ترك برس
تداولت بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الأخيرين، مشاهد تظهر استلام الجيش الإسرائيلي شحنة من الملابس العسكرية والداخلية قادمة من تركيا، الأمر الذي ولّد استياء لدى المتعاطفين مع فلسطين، ما دفع السلطات التركية لنشر بيان حول ذلك.
وفي بيان صدر عنه، الأحد، نفى مركز مكافحة التضليل التابع لدائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية إرسال شحنة ملابس عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن الصور المتداولة قديمة.
وأفاد مصدر من المركز أنهم تواصلوا مع وزارة التجارة للبحث عن صحة هذه الشحنة، ولم يجدوا لها أصلا في سجلاتهم.
وقال مركز مكافحة التضليل -في توضيح نشره على منصة "إكس"- إن الهدف من نشر الفيديو هو التضليل، وأشار لصدور تعميم في 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، بتوقيع الرئيس رجب طيب أردوغان، ينص على إلزامية إضافة عبارة "Made in Türkiye" بدلا من "Made in Turkey" على البضائع المنتجة والمصدرة للخارج، مما يعني أن الملابس بالفيديو المذكور من شحنة قديمة.
وكان أول من تداول الفيديو هو عضو حزب السعادة التركي نجيب أكسوي، والذي لم يبرز مصدرا واضحا للفيديو حتى اللحظة.
جدير بالذكر أن وزير التجارة عمر بولات كشف الأسبوع الماضي أن التجارة مع تل أبيب تقلصت إلى النصف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الموقف الرسمي التركي من التطورات الأخيرة في غزة
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين".
وعلى الصعيد الإنساني، أرسلت تركيا حتى الآن أكثر من 10 طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات طبية وإنسانية لسكان غزة، كما أوفدت فريقاً من الخبراء إلى داخل القطاع للقيام بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية هناك وأخرى في معبر رفح ومطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما استقبلت المشافي التركية في العاصمة أنقرة عدة دفعات من مرضى السرطان وجرحى مع مرافقيهم، وقد نقلتهم فرق وزارة الصحة من غزة عبر مصر للعلاج.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!