ترك برس
يزداد القلق الأمريكي بالتزامن مع ازدياد عدد الدول الراغبة في الانضمام لمجموعة "بريكس"، وأبرزها تركيا التي أبدت رغبتها في الأمر.
صحيفة "نيوز ري" الروسية، نشرت تقريراً قالت فيه إن رغبة هذه الدول وما يمكن أن تحققه هذه المجموعة من تغييرات في العلاقات بين دول العالم، تثير قلق الغرب.
وأضاف التقريرأن عدد الدول التي ترغب في الانضمام إلى "بريكس" يتزايد باستمرار، حيث قدمت ماليزيا وتايلند طلبات للانضمام مؤخرا، وأعربت تركيا عن رغبتها في التعاون مع المجموعة، وهناك أكثر من 30 طلبا من دول ترغب في الانضمام، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن شعبية هذه المجموعة تثير قلق الغرب الذي سيحاول عرقلة تطورها، لأن قوة هذه المجموعة ستتسبب في إضعاف النظام الدولي القائم، والذي يصب في مصلحة الغرب.
نظام دولي عادل
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أن "بريكس" تمثل قاطرة لبناء نظام دولي عادل وديمقراطي قائم على مبدأ المساواة الحقيقية وخالٍ من الإملاءات والضغوط القسرية.
ونسب الموقع إلى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قوله إن بلاده ترغب في الانضمام إلى المجموعة واصفا إياها بأنها منصة بديلة للتعاون الاقتصادي.
ووصف مدير مركز دراسات تركيا الحديثة في معهد الاستشراق الروسي، أمور غادجييف، فكرة المنصة البديلة للتعاون الاقتصادي بأنها تتماشى تماما مع السياسة الخارجية لأنقرة، مشيرا إلى أن الشركاء الغربيين لا يعتبرون تركيا شريكا كاملا، مما يدفعها للانضمام إلى "بريكس" رغم عضويتها في حلف "الناتو" والعقوبات المحتملة.
ويرى ألكسندر تولماشيف نائب الدوما "البرلمان الروسي"، وفقا للتقرير، أن شعبية "بريكس" المتزايدة مرتبطة بتفرّدها، موضحا أن الدول تبحث عن مراكز قوة سياسية واقتصادية جديدة قادرة على وقف الفوضى في العلاقات الدولية، وهو ما تقدمه المجموعة بتمثيلها العالمي وانتشارها.
ومن شأن توسع "بريكس" أن يعود بالنفع على روسيا، حيث إن زيادة عدد الدول الأعضاء يمنحها المزيد من الفرص للحفاظ على توازن القوى على الصعيد العالمي.
لا تهيمن عليها دولة واحدة
ويعتقد فلاديمير كوزولين، مدير مركز الأكاديمية الدبلوماسية في وزارة الخارجية الروسية، أن الدول تنجذب إلى "بريكس" بسبب مبدأ المساواة الذي تروّج له. وأضاف أن دول الجنوب العالمي ترغب في المشاركة بشكل أكبر في حل القضايا العالمية، وأن بريكس لا تتبنى هيمنة دولة واحدة، بل تُتخذ جميع القرارات بالتوافق، وتضم المنظمة دولا ذات ديانات وأنظمة سياسية مختلفة، مما يجعلها تعمل لصالح الجميع.
وأشارت وكالة "بلومبيرغ" الإخبارية إلى أن التوسع النشط لـ"بريكس" منح روسيا والصين نقاطا سياسية في مواجهتهما مع الغرب. وسعي المزيد من الدول الآسيوية للانضمام إلى المنظمة يظهر خيبة أملهم من النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمؤسسات الغربية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويقول وزير الخارجية الماليزي السابق، سيف الدين عبد الله، إن بعض الدول، بما فيها دولته نفسها، يرون أنه يجب إيجاد حل لمشكلة النظام المالي والاقتصادي الدولي غير العادل، وأن "بريكس يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق بعض التوازن".
سيحاول عرقلتها
وأشار كوزولين إلى أن الغرب لم يأخذ بريكس على محمل الجد في البداية، وواجهت المنظمة انتقادات بسبب عدم وجود ميثاق خاص بها أو هيئة إدارية أو ميزانيات لدعم أنشطتها. ولكن الأمور تغيرت في الآونة الأخيرة حيث بدأت دول ذات موارد مالية كبيرة وسياسات مستقلة بالانضمام إليها، مما جعلها تجذب الدول الأخرى.
وتوقع التقرير أن يحاول الغرب بقيادة الولايات المتحدة، عرقلة توسع "بريكس" عن طريق التأكيد على عيوبها واعتبارها ناديا للاهتمامات وليس منظمة، بالإضافة إلى محاولة التأثير على الدول التي تفكر في الانضمام إلى "بريكس" لجذبها إلى كتلهم الخاصة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!