ترك برس
مع تصاعد التوتر بين تركي وروسيا إثر إسقاط الطائرة، تنوعت الآراء بين توقعات التهدئة والتصعيد، وبينما رأى البعض صعوبة الموقف التركي وعمق الورطة التي دخلت فيها بإسقاط الطائرة، قدّر آخرون أن تهديدات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضد تركيا لن تتجاوز مرحلة محدودة، زمنياً ومكانياً، فلا يمكنه أن يتجرأ على حرب مع تركيا القوية وهو يغرق في مستنقع سوريا ضد ثوار لا يمتلكون حتى أسلحة مضادة للطيران، فضلاً عن الدخول في مغامرة مع دولة هي عضو في حلف الناتو وتملك قدرات عسكرية كبيرة، وصارت من الدول التي تصنع سلاحها بأيدي أبنائها.
الكاتب والصحفي أنور مالك، أشار في مقالة له نُشرت عبر صحيفة الخليج أونلاين، بعنوان "لا تصدقوا "عنتريات" بوتين ضد تركيا"، أن روسيا صارت لا تمتلك أصدقاء، فأعداؤها أكثر بكثير، على عكس تركيا، والشركاء التجاريون على الساحة الدولية يعدون على الأصابع، وتعاني من عقوبات اقتصادية تفرضها عليها أمريكا ودول غربية.
ولفت مالك إلى أن تركيا تخطط لزيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020، وأن أي تصعيد من طرف بوتين سيضرب هذه العلاقة التجارية التي تستفيد منها روسيا في ظل أزماتها المتعددة، أما تركيا فستجد البدائل الكثيرة مع دول أخرى؛ خاصة في ظل التحالفات المتصاعدة مع المملكة العربية السعودية وعلاقاتها المتينة مع دولة قطر.
وأوضح الكاتب الجزائري بأن الأمر لا يقتصر على الجانب التجاري، "فتوجد اتفاقيات استراتيجية حول الطاقة تمّ توقيعها في السنة الأخيرة، ومنها اتفاق رئيسي حول خطة لإنشاء خط لنقل الغاز الروسي إلى تركيا ومنها إلى السوق الأوروبية الضخمة، وهذا يعتبر بديلاً لخط الغاز الذي كان من المفترض أن يمرّ عبر أوكرانيا وألغي في 2014 بسبب الأزمة، وتركيا تعتبر ثاني أكبر مستورد لغاز روسيا بعد ألمانيا".
وقال إن الطائرة الحربية الروسية التي أسقطتها تركيا، كانت مجرد "حمار طروادة" وليس حصانها الذي أراده بوتين للضغط على أنقرة كي تنحاز لخياراته في المنطقة، بعدما لم تنجح في ليّ ذراعها تلك العمليات الإرهابية التي طالت تركيا بتوقيع تنظيم "داعش" الذي صنعت قوته المخابرات الإيرانية، ليغدو البعبع الذي من خلاله يتم القضاء على الثورة السورية وأي حراك آخر ضد المشروع الإيراني، وهذا ثابت بأدلة قاطعة صار يعرفها عموم الناس فضلاً عن أجهزة استخبارات عالمية.
وأشار أن روسيا تعاني من اضطراب اقتصادي كبير بسبب انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية عليها، وتوقع من قبل صندوق النقد الدولي أن ينخفض الدخل القومي الروسي بنسبة 3.8% خلال 2015. وفي المقابل توقع نمو الاقتصاد التركي بنسبة 3.1% وهي نسبة منخفضة مقارنة بعامي 2010 و2011 التي تحقق فيها نسبة 9%.
وفي نهاية مقالته قال مالك إن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن "عنتريات بوتين ضد تركيا لن تتجاوز الصدمة التي تلقاها بعد إسقاط طائرته الحربية، وكل ما يجري لن يخرج من محاولات الابتزاز التي دأبت عليها روسيا، خصوصاً في عهد بوتين لأجل تحقيق بعض المصالح لحماية كيانه القيصري من السقوط في ظل واقع اقتصادي روسي يتهاوى، وسيصل إلى درجات خطيرة مستقبلاً قد تشعل ثورة الجياع في روسيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!