ترك برس
أفاد الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، بأنه ليس ثمة تفسير منطقي لرفض السلطات التركية منح تأشيرات الدخول لمعظم السوريين القادمين من سوريا أو دول الخليج العربي أو حتى أوروبا، مشيرًا إلى أن الأمر يعد مشكلة حقيقة تواجهها تركيا وأصدقاؤها في الوقت الراهن.
جاء ذلك في حوار أجراه الصحفي السوري موسى العمر، مع الكاتب التركي على قناة "الغد"، عن أسباب "رفض تركيا 99% من طلبات الفيزا للسوريين بدول الخليج وأوروبا"، حيث أعرب جول عن "حيرته" من تفسير الأمر والأسباب التي تدفع الحكومة التركية لرفض معظم الطلبات التي يتم تقديمها للجهات المعنية.
وفي ردّه على سؤال عن ما إذا كان قرار فرض التأشيرة على السوريين، تركيّا، أم أنه جاء اثر ضغوط خارجية على الحكومة التركية، قال جول: "لا أعتقد أن هناك ضغوطا حقيقية في هذا السياق، ولكن هناك ما يمكن تسميته بصراع الأجنحة داخل الدولة، هو الذي يسبب إلى حد كبير في قناعتي هذا الأمر".
وأضاف، "لأن هناك فجوات يصعب عليّ تفسيرها أو فهمها في ظل السياسة التركية العامة تجاه السوريين"، مشيرًا إلى أن الرفض والقرار يكون من قبل وزارة الخارجية التركية وليس الداخلية التركية، حيث أن الطلبات المقدمة عبر الإنترنت للحصول على التأشيرة لا يحق البت بها إلا في الخارجية التركية.
ولفت جول إلى أن "الخارجية التركية في الآونة الأخيرة في إطار تعاونها مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ضمن ما يسمى بالحرب على الإرهاب، أو بالناس الذي لديهم مشكلات أمنية أو قضائية في كل هذه الدول، هذه الأسماء أصبحت متوفرة لدى الخارجية التركية، وهي بكل أسف أقول تطبق هذا الأمر وهذا المعايير بشكل مباشر".
وشدّد جول على أن هذا الأمر يؤذي تركيا، مبينًا أن "هناك أيضًا مزاجية في التعاطي مع هذا الأمر أو حتى تباطؤ في التعامل مع هذا الملف لدى الخارجية التركية، وأنا أعي ما أقول جيدًا، وهناك مشكلة حقيقية حيال هذا الأمر".
ولدى سؤال حول فترة تطبيق القرار من قبل السلطات التركية، وهل هو مؤقت وسيزول، أعرب جول عن أمله في يكون الأمر مؤقتًا، وقال: "في الحقيقة هناك عدم منطقية وعدم فهم حقيقي لما يجري في تركيا في هذا الجزئية"، مشيرًا أنه "عندما تتحدث مع العديد من المسؤولين في رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية، لا يعطيك جوابًا مقنعًا وليس هو مقتنع بما يحصل من جهة أخرى".
وأوضح جول أن "الكثير من المسؤولين الأتراك ممن يدركون طبيعة المسألة السورية بشكل عام، غير متفقين على موضوع منع التأشيرة أو التعقيدات التي تمارس"، مؤكدًا أن "الأمر نفسه ينطبق على العراقيين والليبيين أيضًا، هناك مشكلة بنوية لدى الخارجية التركية ويصعب عليّ تفسير أو فهم ما يجري في هذه الوزارة فيما يتعلق بهذا الملف تحديدًا، وأرى أن هذا الامر يأتي ذد المصالح التركية ما تصنعه الخارجية التركية في هذا الجزئية".
وأشار المحلل التركي إلى أن تركيا تقدم أشياء كثيرة للسوريين، سياستها واضحة تجاههم، ولكن هذا الأمر حقيقة يعكّر صفو هذه الحسنات، معربًا عن تمنياته في أن يحل الأمر في أقرب وقت.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية التركية، أعلنت فرض تأشيرة دخول على المواطنين السوريين الراغبين في دخول تركيا، وذلك اعتبارًا من 8 كانون الثاني/ يناير 2016.
وذكرت الخارجية في بيان لها، على خلفية الإعلان، أنه سيكون بالإمكان الحصول على هذه التأشيرات من السفارات والقنصليات العامة التابعة للجمهورية التركية، مضيفةً أنه سيستمر العمل بالإعفاء من الحصول على تأشيرة الدخول إلى تركيا للمواطنين السوريين القادمين إلى الأراضي التركية عبر المراكز الحدودية البرية الموجودة على الحدود السورية.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أوضح أن فرض تأشيرة دخول على السوريين القادمين إلى تركيا عن طريق الجو (والبحر)، جاء لأسباب أمنية، لافتًا إلى أن أنقرة تواصل اتباع سياسة الأبواب المفتوحة تجاه السوريين، مع فرض تأشيرات دخول للسوريين القادمين إلى تركيا من دول أخرى جوا (وبحرا)، مؤكدًا أن ذلك يأتي لأسباب أمنية بحتة.
وأشار جاويش أوغلو إلى أن بلاده فرضت تأشيرة دخول على مواطني عدد من الدول لدواع أمنية، مستشهدا بفرض التأشيرة على المواطنين الليبيين، بسبب تنامي قوة تنظيم "داعش"، في ليبيا، وبيّن أن تركيا استنفرت كل قدراتها في سبيل تطبيق أنظمة جديدة، تتيح للمواطنين الأجانب الحصول على تأشيرات الدخول، مضيفًا أنه يمكن لمن أراد القدوم إلى تركيا الحصول على تأشيرة بسهولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!