الأناضول
تشرف مؤسسة "منبر الأناضول" على مشروع استثمار فكري، بين السوريين في تركيا، لتعزيز الوعي والثقافة عبر نشر ثقافة القراءة بينهم، إيمانا منها بأنه "لا يمكن وقف الحرب، دون تغيّرٍ في الفكر وتحولٍ في التفكير".
وبدأت الجمعية، التي يرأسها تورغاي الدمير، عملها في ولاية غازي عنتاب، منذ بداية توافد اللاجئين السوريين إلى تركيا، بتوفير الكتب العربية للسوريين، وقال الدمير: "إن السوريين أصبحوا عرضة لكافة أنواع الغزو، منها الغزو الفكري، فإلى جانب ما قدمته تركيا من غذاء ودواء وملبس ومأكل ومأوى، علينا أيضا، تقديم الغذاء الفكري للعقل وللقلب".
وأوضح الدمير، إلى أنهم أجروا تقييما للسوريين، بالاطلاع على مناهج التدريس، وتدقيقها، ووجدوا أنها، من منابع ماركسية أو تصنف بأنها يسارية، قائلاً : في البداية قمنا بترجمة كتابين لي إلى العربية، ولمسنا بوجود الاهتمام حول الموضوع، بدأنا بالخطوة الثانية، وهي تقديم كتب "إحسان ثريا" و"علي عزت بيكوفيتش" و" جودت سعيد"، ثم بدأ المشروع بالتوسع فقررنا توزيع الكتب الأدبية، أيضا، بما فيها المؤلفات الكلاسيكية العالمية، والآن يتم ترجمة أكثر من 30 كتابا إلى العربية".
وأوضح الدمير أنَّ من بين الكتب التي يتم العمل على توفيرها للسوريين، مؤلفات "تولستوي" و "ألكسندر دوما"، و"فكتور هوغو"، و" أوسكار وايلد" و "فيودور دوستويفسكي" إلى جانب مختارات من القصص الكلاسيكية العالمية، من أجل الأطفال.
وقال الدمير: "بدأنا بالسوريين الموجودين في محيطنا، وخصوصا في المدارس، ثم توسع المشروع، وحاليا بدأنا بإرسال الكتب إلى السوريين في الداخل، وقريبا سننتهي من طباعة 8 أو 10 كتب جديدة، لا يمكن وقف الحرب، دون تغيير في الفكر وتحول في التفكير، ومن أجل هذا نضع بين يدي السوريين القيم الإنسانية المشتركة، وتجارب البشر وخبراتهم، والأعمال الكلاسيكية، وأشهر المؤلفات التركية".
من جانبه أكد علاء الدين حسو، أحد القراء السوريين المستفيدين من المشروع، "هذه الكتب وسعت من مداركنا، وغيرت نظرتنا للأشياء، ونشكر كل من ساهم في توفير هذه الإمكانات لنا".
أما جمال مصطفى، المستفيد أيضا من المشروع، فكشف عن الصعوبات التي يواجهها في العثور على الكتب باللغة العربية، باستثناء الكتب التي توزعها جمعيات تابعة للدول الغربية، قائلاً: "هذا المشروع مهم للغاية، لأنه يمسُّ مستقبلنا بشكل مباشر، البعض من خبيثي النوايا، يريدون زرع السموم في أفكار أولادنا، أما هذه الكتب فهي قريبة من أعرافنا، وتقاليدنا، وثقافتنا، تتناول السلام والأخوة، والكثير من موضوعاتها تدور حول جمالية الإسلام، أي أنها تساهم في رقي أبنائنا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!