ترك برس
حذر نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، من مشروع سايكس بيكو جديد في منطقة الشرق الأوسط يهدف إلى تقسيم دول المنطقة على أسس طائفية، داعيا الدول الإسلامية إلى التكاتف والتوحد لمحاربة هذا المشروع.
وقال كورتولموش في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط الدولية إن تركيا لا تريد أن ترى تفككا في دول النزاع مثل العراق وسوريا وليبيا، وغيرها، وعلينا التعاون للقضاء على السياسات الطائفية، وتوحدنا أجندة نشر الاستقرار في المنطقة وتوحيد العالم الإسلامي، ونحن الآن في مفترق طرق فإما أن نستسلم لسايكس بيكو الثاني أو نتوحد ضد الطائفية.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين أنقرة وموسكو رغم الخلاف بينهما حول الملف السوري أكد كورتولموش أن علاقات بلاده لا تتبع نهجا ثابتا بل هي متغيرة ، ففي بعض الأحيان تكون العلاقات ممتازة، وتكون متعثرة في أوقات أخرى. وهذا أمر عادي في العلاقات الدولية.
وأضاف نعمل حاليا على تطبيع علاقاتنا مع موسكو ومناقشة جميع الملفات الملحة، لكن التطبيع لا يعني أننا نتفق مع موسكو في جميع الملفات وخصوصا النزاع السوري، لكننا بدأنا التشاور مع روسيا للتوصل إلى حل منطقي للنزاع، ونعمل حاليا على إقناع روسيا بقطع دعمها عن نظام الأسد، ووضع حد للعنف الذي يرتكبه النظام في البلاد وخصوصا العدوان على حلب.
وكرر كورتولموش موقف بلاده الرافض لأن يلعب الأسد أي دور في مستقبل سوريا، وقال إن الشعب السوري عانى من عدوان نظام الأسد، إذ لقي أكثر من نصف مليون مواطن حتفه جراء قذائف النظام وطائراته، وارتكب جيش النظام جرائم حرب في حق الشعب السوري أكثر من مرة، إلى جانب تدميره لمناطق أثرية في البلاد، مضيفا أن مستقبل سوريا سيحدده الشعب السوري الذي تعرض لسنوات من الظلم من قبل نظام الأسد.
ونفى المسؤول التركي أن يكون هدف عملية درع الفرات في الشمال السوري هو التدخل في الشؤون الداخلية بالدول المجاورة، وقال هدفنا واضح، وهو ليس تدخلا ولا محاولة تحرير، هو مجرد تأمين للحدود التركية من الأخطار الإرهابية، وناقشنا أهدافنا بوضوح تام مع جميع الأطراف المعنية.
وأعرب كورتولموش عن أمله في أن تشهد العلاقات الأمريكية التركية بداية جديدة في عهد ترامب، وخصوصا في ملف الأكراد وملف غولن، وقال نأمل أن تختار الحكومة الأمريكية الجديدة مصلحة تركيا. وإن اختاروا التمسك بغولن وعدم تسليمه إلى تركيا، سيستمر في توسيع علاقاته ونفوذه الدولية، وسيساهم ذلك في زيادة العمليات المنافية للقانون التي ترتكبها جماعة غولن في تركيا وخارجها. وهدفنا إما احتجازه هناك أو محاكمته في تركيا.
وانتقد كورتولموش سياسات الاتحاد الأوروبية تجاه تركيا واصفا إيايها بالنفاق والتحيز، وقال إن بلاده حرصت على أن توفي بجمبع المتطلبات المتفق عليها في اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي القاضي بوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين من تركيا مقابل إعفاء الأتراك من تأشيرة دول الاتحاد، لكن الجانب الأوروبي أجل رفع التأشيرة دون تفسير مقنع.
كما اتهم كورتولموش دول الاتحاد بأنها خذلت تركيا بامتناعها عن إبداء الدعم للديمقراطية في تركيا ، مشيرا إلى أن بريطانيا كانت العضو الأوروبي الوحيد الذي وقف إلى جانب تركيا,
واستبعد المسؤول التركي أن يؤدي انضمام تركيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون إلى زيادة التوتر بيت تركيا والاتحاد الأوروبي، وقال إن لدينا كثير من الأدوات التي نوظفها في علاقاتنا الخارجية، ولذلك لا يعني تقاربنا مع دول منظمة شنغهاي وحتى انضمامنا إليها تقليلا لأهمية علاقتنا مع الدول الغربية وشروعنا بالانضمام إلى الاتحاد. شنغهاي ليست بديلا للاتحاد الأوروبي، ومن حقنا أن نلعب بجيمع أوراقنا وتوطيد علاقتنا مع جميع الأطراف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!