ترك برس
حالة من الترقب والقلق سادت بين أوساط السوريين المقيمين في مدنية غازي عنتاب التركية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نيته إقامة مناطق آمنة للمدنيين في سوريا، حيث استبعد بعضهم فكرة الانتقال إلى هذه المناطق، بينما عبر آخرون عن مخاوفهم من أن تؤدي مبادرة ترامب إلى تقسيم سوريا، بحسب ما ذكر تقرير لموقع المونيتور الأمريكي.
وعرض التقرير آراء عدد من اللاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب، ومنهم محمد الفاضل الذي لجأ إلى تركيا من مدنية حلب منذ أربع سنوات، ويمارس مهنة تجارة الألبسة. وعبر الفاضل عن رفضه الانتقال إلى المنطقة الآمنة والعيش فيها.
وقال الفاضل إن حدود هذه المنطقة ستكون مغلقة، والعمل الصناعي والتجاري يحتاج إلى مدن كبيرة وأسواق منتعشة وحدود مفتوحة داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أن المناطق المعنية ستكون غالبا في ريف حلب الشمالي والشرقي، معظمها ريفية ومقطعة الأوصال.
وبحسب التقرير يعيش في غازي عنتاب نحو 300 ألف سوريّ لاجئ معظمهم من حلب. يتابعون حياتهم بعيدا عن الحرب المحتدمة في بلدهم، إذ افتتح بعضهم محلات وشركات تجارية، وفضل بعضهم الآخر مجال المطاعم والأفران السورية الصغيرة والتي باتت تنتشر بكثرة، ومن إيجابياتها أن الجميع يتحدث باللغة العربية، مّا سهل أمر التواصل مع باقي السوريين في المدينة.
وعبرت نور برهان التي تعمل مديرة برامج في مركز المجتمع المدني والديمقراطية عن مخاوفها من عودة السوريين إلى داخل سوريا. وقالت برهان للموقع: "إن المناطق الآمنة مرحلة موقتة وغير واضحة المعالم، ترقبنا إقامتها منذ سنوات، لكن بعد سيطرة كل هذه الإيديولوجيات المتناحرة، هناك تخوف من العودة إلى داخل سوريا".
وتوقعت برهان نور أن تحتاج المناطق الآمنة إلى وقت أطول حتى تستقر، لأنها مرهونة بالوضع العام في سوريا، مع غياب حل شامل وانتقال سياسي.
بدوره استبعد القاضي محمد مجني من مدينة حلب الي كان يعمل قاضيا في محكمة عفرين في ريف حلب فكرة الانتقال إلى المناطق الآمنة في حال أنشئت، وقال: "لأنّني من مدينة حلب، فأي مكان آخر هو غربة بالنسبة إلي وإلى أسرتي"، مضيفا "سأعود عندما تتحقق إمكانية العودة إلى حلب بعد سقوط النظام الحاكم الشمولي الاستبدادي".
وختم التقرير بالقول بأن السوريين المقيمين في مدينة غازي عنتاب التركية يتخوفون من أن تفضي مبادرة ترامب بإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا، إلى التقسيم، وإعادة رسم حدود مناطق النفوذ والتماس المعقدة في بلد مزقته الحرب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!