ترك برس
ضجت وسائل الإعلام العربية والتركية، مؤخراً، بإعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان اعتزامه زيارة المملكة العربية السعودية، خلال فبراير/ شباط المقبل، لأول مرة منذ توتر علاقات البلدين إثر مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض بإسطنبول، أواخر عام 2018، في حين لم تتضح بعد دوافع هذه الخطوة من قبل أردوغان، وعما إذا كانت هناك دعوة ما من الجانب السعودي للزيارة.
وفي معرض رده على سؤال بشأن حل مشكلات تتعلق بالصادرات التركية إلى السعودية، قال أردوغان خلال خروجه من مؤتمر عن التجارة في إسطنبول، إنه سيزور السعودية في فبراير المقبل.
وقال في تسجيل بُث على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يذكر اسم الشخص "إنه ينتظرني في فبراير. لقد تعهد وأنا سأقوم بزيارة للسعودية في فبراير".
ولم يرد المكتب الإعلامي بالحكومة السعودية على الفور على طلب التعليق. وفق وكالة رويترز.
وفي هذا الإطار، نشر الصحفي التركي محمد أونالمش، مراسل قناة الجزيرة في تركيا، تغريدة عبر حسابه على تويتر، قال فيها إن زيارة أردوغان جاءت بطلب من الرياض.
وقال أونالمش إن الزيارة قد تكون على الأرجح بعد زيارة أردوغان الإمارات، خلال الشهر ذاته، والتي تم الإعلان عنها سابقاً.
وأضاف: "مسؤول تركي صرّح لموقع ميدل إيست إي بأن الزيارة أتت بطلب سعودي، بعد زيارة (ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد) بن زايد إلى تركيا" في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
وفي سياق متصل، قال الصحفي التركي إن "المحدد الأهم للعلاقات التركية - الخليجية هو الأمن.. إيران تزداد قوة وتتمدد، وتستعرض قوتها ضد الخليج واسرائيل يومياً، في ظل انكماش الحماية الامريكية. وجميع هذه الدول تريد من تركيا أن تكون أقرب إليها من إيران، وان تستفيد من إمكانيات تركيا الدفاعية والعسكرية."
وأضاف في سلسلة تغريدات أخرى، أنه "وفي المقابل، لا تريد إيران هذا التقارب التركي الخليجي. وهي تشعر بتركيا في حدودها الشمالية بأذربيجان، وموجودة بقواعدها في الخليج وفي العراق. وترسل رسائل - عبر قصف مقرات الجيش التركي في العراق - أنها منزعجة من تحركات تركيا."
وتابع: "إسرائيل تشعر بالخوف، نفوذ إيران على المقاومة في ازدياد، ويمكن لإيران أن تضرب عمق تل أبيب من غزة ومن لبنان عبر وكلائها أو حلفائها، دون حرب مفتوحة. وتريد الاستفادة من نفوذ تركيا على حركات المقاومة، ومن علاقاتها مع إيران وقدرتها على تهدئة الموقف في حال حصل السيناريو الأسوأ!"
وأردف: "دول الخليج تملك المال الوفير، تشتري بها أسلحة كثيرة، ولكن الأسلحة الجاهزة أثبتت عدم فعاليتها في الحروب غير التقليدية. والأسلحة التركية ذات التكنولوجيا المتخصصة في مكافحة التهديدات غير التقليدية دواء لمخاوفها، وهو محدد مهم يمكن أن يغيّر من كفة الأمن في الخليج."
واختتم "أونالمش" سلسلة تغريداته بالقول إن تركيا "لم تبدأ العداء مع الخليج، واليوم تريد أن تنهي حالة التشظي. أردوغان كرجل مؤمن بفكرة الإتحاد الاسلامي من أستاذه أربكان، يريد بناء اتحاد قوي مع الخليج كما هو الحال مع باكستان، ويريد الاستفادة من الامكانات الاقتصادية للخليج أيضاً. الكل يستفيد."
وقبل أشهر قليلة بدأت مؤشرات الانفراج بين تركيا والسعودية، بعد توتر العلاقات إلى نحو كبير إثر مقتل الصحفي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، حتى جاء التأكيد رسميا وعلى لسان أردوغان.
وكان هناك اجتماع منتظر بين أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته لقطر الشهر الماضي. ولم يعقد الاجتماع في ذلك الوقت لكن أشخاصا مقربين من الخطة قالوا إن اجتماعا سيعقد قريبا. وفق رويترز.
وعملت السعودية وتركيا في الأشهر القليلة الماضية على إصلاح العلاقات بعد التناحر على مدى سنوات بسبب خلافات على قضايا إقليمية وعلى الإسلام السياسي.
هذا ويأمل الكثيرون، وخاصة رجال الأعمال في البلدين، أن تكون الخطوات التي سبق أن بادر بها الجانبان السعودي والتركي خلال الأشهر الأخيرة الماضية لإذابة الجليد في العلاقات بينهما كانت فعالة، وأن تؤدي إلى تمهيد الطريق أمام رحلة ناجحة للرئيس التركي إلى الرياض على مختلف الصعد، وخاصة الاقتصادية منها، في ظل وجود مؤشرات قوية على عودة التقارب السياسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!