ترك برس
يعدّ كمال كليجدار أوغلو، أبرز منافسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يطمح بترأس البلاد رغم أن الفوز لم يحالفه ولا لمرة حتى الآن طيلة الانتخابات الماضية.
كليجدار أوغلو الذي يتزعم رئاسة حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، وُلد يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونغلي (شرقي الأناضول) في تركيا، لعائلة من الطائفة العلوية تعود أصولها إلى خراسان في إيران. وكان اسم والده "قمر خان" لكنه عام 1950 غيّر كنيته من "خان" إلى كليجدار أوغلو. وهو الرابع بين أبناء العائلة السبعة، وأب لابنتين.
الدراسة والتكوين
أكمل كليجدار مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس ولايته، والتحق بمدرسة إيلازيج التجارية الثانوية فأنهاها بمرتبة الشرف عام 1967، ثم انتقل للدراسة الجامعية في العاصمة فدخل أكاديمية أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية التي تخرج فيها 1971، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".
الوظائف والمسؤوليات
عمل كليجدار في مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية بدءا من عام 1992، وتولى مسؤولية إدارتها العامة بين عامي 1997 و1999. وقد انتخب يوم 31 أغسطس/آب 2012 نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية.
التجربة السياسية
بدأ كليجدار نشاطه السياسي عام 2002 بانضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري العلماني، الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لسياسة وفكر مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
خاض انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ثم في أغسطس/آب 2007، وفاز بعضوية البرلمان بالدائرة الثانية في إسطنبول. وترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بالانتخابات المحلية التي أجريت في مارس/آذار 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قدير توباش.
وعام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا بعد استقالة سلفه دينيز بايكال، فقاد الحزب في معركة الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يونيو/حزيران 2011 فحل ثانيا فيها بنسبة 26% من الأصوات.
شارك الحزب بقيادته -مع حزب الحركة القومية المعارض- في ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو للمنافسة بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في أغسطس/آب 2014 للمرة الأولى بطريقة التصويت المباشر، لكنه خسر أمام المرشح القوي لحزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
أعيد انتخاب كليجدار عام 2014 رئيسا لحزب الشعب فقاده إلى الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران 2015 وفي إعادتها في نوفمبر/تشرين الثاني الموالي، ونال الحزب المركز الثاني في الجولتين، كما أعيد فيهما انتخاب رئيسه لعضوية البرلمان.
يتزعم كليجدار المعارضة باعتباره رئيس أكبر أحزابها، وهو معروف داخليا بمواقفه المناهضة بشدة لحزب العدالة والتنمية وحكوماته المتعاقبة، كما يعارض بقوة سياسات الحزب الخارجية لا سيما في موضوع الانفتاح على الشرق الأوسط والعالم العربي.
وعلى المستوى الخارجي، يوصف بأنه صديق للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، وهو ما يرده مراقبون لخلفيته الطائفية العلوية الشيعية وكون حزبه محسوبا عموما على هذه الطائفة، كما تجمعه علاقة قوية بنظام الحكم في العراق وإيران.
الترشّح للانتخابات الرئاسية
جاء ترشّح كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد جدل كبير في أوساط "تحالف الطاولة السداسية" الذي رفض بعض أحزابه في الوهلة الأولى ترشيحه لتراجع حظوظه بالفوز، قبل أن يتم الإجماع عليه وفق شروط أبرزها تعيين رؤساء بلديتي أنقرة وإسطنبول، نائبين له في حال فوزه، إلى جانب زعماء الأحزاب الـ5 الأخرى.
وفي الفترة التي تلت إعلانه ترشّحه، أثار كليجدار أوغلو الجدل بالعديد من تصرفاته أبرزها كانت دعسه على سجادة الصلاة بحذائه خلال رمضان الماضي.
وتتجه تركيا إلى انتخابات رئاسية وأخرى برلمانية في آن واحد، يوم 14 مايو/ أيار الجاري، في مشهد يوصف بالتاريخي لكونه يتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
ويخوض السباق الرئاسي 4 مرشحون عن تحالف حزبية مختلفة، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن تحالف "الجمهور"، وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو عن تحالف "الأمة" أو ما يعرف بـ "الطاولة السداسية"، وزعيم حزب البلد محرم إنجه عن حزبه والسياسي القومي سنان أوغان عن تحالف "الأجداد".
في المقابل، يخوض 24 حزباً الانتخابات البرلمانية في سباق للحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان البالغ إجمالي عدد مقاعده 600 مقعداً.
وفي الوقت الذي بدأت فيه عملية الاقتراع في العديد من الدول الأخرى، من المتوقع أن تبدأ في تركيا اعتباراً من الساعة الثامنة من صباح الأحد 14 مايو/ أيار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!