ترك برس
أعلنت روسيا، الاثنين، وقف العمل باتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، فيما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في تأمين نظيره الروسي فلاديمير بوتين استمرار الاتفاقية.
ونقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن مسؤول روسي كبير في الأمم المتحدة قوله -اليوم الاثنين- إن قرار روسيا عدم تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود نهائي، ولا خطة لإجراء مزيد من المحادثات بشأنه، في حين وصفت واشنطن القرار الروسي بأنه "عمل وحشي".
وكانت روسيا أعلنت توقف اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود -اليوم الاثنين- التي كانت تسمح بمرور المواد الغذائية إلى مناطق كثيرة حول العالم.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الصفقة توقفت اليوم، إلا أن موسكو مستعدة للعودة إليها بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منها.
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا أبلغت رسميا اليوم الاثنين كلا من تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة اعتراضها على تمديد "صفقة الحبوب".
وفي تصريحات له قبيل توجهه إلى السعودية، الاثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "نحن ضاعفنا في الآونة الأخيرة جهودنا الدبلوماسية لتمديد اتفاق الحبوب"، مشيراً إلى أن "هذه صفقة الحبوب دخلت التاريخ كإنجاز دبلوماسي ناجح".
"رغم التصريحات الرسمية اليوم، سنواصل جهودنا الدبلوماسية، والمساعي لتمديدها.. سيتواصل وزراؤنا ومسؤولونا مع المسؤولين في كل من روسيا وأوكرانيا".
ولفت إلى أنه "عند العودة من الجولة الخليجية سأتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث المسألة"، مضيفا: "أنا مقتنع بأن الرئيس بوتين يريد تمديد صفقة الحبوب، وقد أجري محادثات هاتفية مع معه قبل شهر أغسطس".
وأفاد بأن "هناك وفدا روسيا يعمل في مركز التنسيق في إسطنبول لإدارة الحبوب، كما الوفود من الأطراف الأخرى التي تعمل بالمركز الذي أنشئ في جامعة الدفاع الوطني في إسطنبول، والجهات المختصة في الدفاع التركية تتواصل معه ومع الجهات المعنية".
وأوضح أنه "تم حتى الآن تصدير 33 مليون طن من الحبوب عبر اتفاقية البحر الأسود"، مؤكدا "أننا نبذل جهوداً كبيرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
تم التوصل إلى صفقة الحبوب بمبادرة من تركيا، وباتفاق بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، حيث تنص الاتفاقية على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
غير أن الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية لم ينفذ، نظرا لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاقية، إذ تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا.
كما ترفض أوكرانيا إطلاق خط أنابيب الأمونيا الذي يتم تصدير الأمونيا منه إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي يوليو/تموز 2022، وقّعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول اتفاقية لاستئناف شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
وسمحت الاتفاقية -التي مُدّد العمل بها عدة مرات- بشحن أكثر من 30 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا منذ أغسطس/آب الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
وفي رد فعل أميركي، قال البيت الأبيض اليوم الاثنين إن تعليق روسيا لاتفاق الحبوب "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضرّ بالملايين".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودج -في بيان- "نحث حكومة روسيا على التراجع فورا عن قرارها".
كما نددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة -اليوم الاثنين- بانسحاب روسيا من الاتفاق، واصفة ذلك بأنه "عمل وحشي".
وقالت ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين "في وقت تمارس فيه روسيا ألعابا سياسية، فإن أناسا فعليين سيعانون"، متهمة موسكو بـ"احتجاز الإنسانية رهينة".
وفي أوكرانيا، نقل سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -اليوم الاثنين- عن الرئيس قوله إنه يجب القيام بكل شيء ممكن حتى يستمر استخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وأضاف زيلينسكي "حتى بدون روسيا الاتحادية، يجب القيام بكل شيء حتى نتمكن من استخدام ممر البحر الأسود هذا.. لسنا خائفين".
ومضى يقول "تواصلت الشركات وأصحاب السفن معنا.. قالوا إنهم مستعدون، إذا سمحت لهم أوكرانيا بالمغادرة، وواصلت تركيا السماح لهم بالمرور، فعندئذ سيكون الجميع على استعداد لمواصلة توريد الحبوب".
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين إن قرار روسيا بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "سيوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان".
وأضاف أن هذا القرار يعني إنهاء اتفاق ذي صلة بين الأمم المتحدة وموسكو للمساعدة في تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
من جهته قال عضو مجلس الأمن والسياسات الخارجية في الرئاسة التركية مسعود حقي جاشين إن روسيا محقة في مطالبها وشروطها لتجديد صفقة الحبوب، مشيرا إلى أنها تبدي رغبتها في استمرار الصفقة، لكن الأطراف الدولية الأخرى ترفض التعامل معها لتصدير حبوبها وأسمدتها، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!