جريدة الراية
اختتمت أمس بمركز قطر الوطني للمؤتمرات فعاليات المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتقدمة، والتي عقدت تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وافتتحها معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وأعرب السيد إيرول يارار رئيس منتدى الأعمال الدولي، عن سعادته بالنجاح الذي تمكن المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتطورة من تحقيقه خلال انعقاده للمرة الأولى بدولة قطر، مشيرًا إلى أنه تم خلال أيام المؤتمر والمعرض عقد جلسات عمل بنّاءة وهادفة تمكن المشاركون خلالها من التعرّف على أهم ما يمتلكه الجانب التركي والقطري من تقنيات وتكنولوجيات ومشاريع يمكن لكليهما الاستفادة منها.
وأعرب عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر والمعرض نقطة انطلاق لإقامة العديد من المؤتمرات والمعارض المشتركة بدولة قطر وجمهورية تركيا على حد سواء، بما يعمل على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
وعلى مدار أيام المؤتمر والمعرض الذي عقد بتنظيم من رابطة رجال الأعمال القطرية وجمعية رجال الأعمال الصناعيين المستقلة /الموصياد/ وبالتعاون مع اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات، عقدت خمس جلسات عمل ركزت على موضوعات مختلفة منها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر، والطيران المدني في قطر وتركيا، والأمن السيبراني، والأمن الوطني وتفاصيل التعاون المستقبلي بينهما، بجانب التطرّق خلال الحلقات النقاشية إلى موضوعات تمحورت حول أهمية الفرص التجارية والاستثمارية بين قطر وتركيا، وضمان نقل وتبادل التكنولوجيا بين البلدين.
وتنوعت الجلسات ما بين واحدة تبحث في قدرات وإمكانيات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطري والتعرّف على الفرص المتاحة به والمشاريع اللازمة للنهوض به، وجلسة أخرى دارت حول التطرّق لقضية الأمن السيبراني وقدرات قطر وتركيا وتعاونهما في بناء وتطوير برامج تمكن من حماية التكنولوجيات المتطورة التي يتمتع بها البلدان، فيما عقدت جلسة لبحث إمكانية تطوير الشراكة التقنية بين قطر وتركيا في مجال الملاحة المدنية، وجلسة حول الفرص الاستثمارية والتجارية بين قطر وتركيا، وجلسة أخيرة دارت حول تطوير قدرات نقل التكنولوجيا بين قطر وتركيا.
وأشاد عدد كبير من المشاركين بالمؤتمر وزوار المعرض بالكم الهائل والجيد من المعلومات التي حصلوا عليها فضلاً عن التعرّف على العديد من المنتجات التركية الحديثة في مجال التكنولوجيا المتقدّمة ليس فقط على الناحية الدفاعية ولكن أيضًا في جميع المجالات الحياتية.
يذكر أن المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال الدولي ومعرض التكنولوجيا المتقدمة هدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات العميقة بين دولة قطر والجمهورية التركية، وجاء تفعيلاً للتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري وزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتشكيل منبر يجمع القطاعين العام والخاص معًا، وخلق فرص تعاون للقطاعات ذات الصلة وبناء جسور للتواصل بين رجال الأعمال في البلدين لبحث الفرص الاستثمارية والتجارية وتقييم التعاون المحتمل في صناعات التكنولوجيا المتخصصة في مجالات الحماية وتلك المكملة للصناعات الدفاعية فائقة التطور.
وشارك بالمؤتمر والمعرض عدد من الوزارات والهيئات والجهات الاقتصادية المهمة في قطر، كوزارة الدفاع ووزارة الاقتصاد والتجارة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما يشارك من الجانب التركي وزارات متخصصة وهيئات اقتصادية وشركات تجارية رفيعة المستوى تصل إلى 67 شركة وحوالي ألف شخصية من مختلف الدول .
وصاحب انعقاد المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال فعاليات معرض التكنولوجيا المتقدّمة المتخصص في صناعة التكنولوجيا والذي ضم عارضين في مجالات حماية الصناعات الدفاعية فائقة التطور كالرادارات وأجهزة الاتصالات، والطائرات بدون طيار، وأجهزة مراقبة الطرق والسيارات وأنظمة الرادارات والملاحة المدنية والعسكرية.
وجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (الموصياد) تعد من الجمعيات غير الربحية ولها فروع في العديد من الدول العالمية وتقوم بعدة نشاطات اقتصادية وإنسانية وخدمية، ولها دور كبير في تنمية القطاعات الاقتصادية، حيث تأسست في عام 1990 بخمسة من رجال الأعمال، وتطوّرت خلال 25 عامًا لتصبح من أقوى الجمعيات المدنية بتركيا بعدد 11 ألف رجل أعمال يمثلون 11 ألف شركة مختلفة، وتمثل صادرات أعضاء الجمعية 17 بالمئة من صادرات تركيا والدخل القومي التركي.
وتسعى الجمعية من خلال نشاطاتها للوصول إلى المرتبة المتقدمة في إحياء وتفعيل العمل الاقتصادي المشترك بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار (أخلاق عالية وتكنولوجيا متقدمة)، وأقيم معرض الموصياد التجاري الدولي الخامس عشر في اسطنبول العام الماضي بمشاركة عدد كبير من ممثلي الحكومات المحلية والدولية على مساحة بلغت 100 ألف متر مربع، واحتوى على مختلف القطاعات بمشاركة 746 شركة محلية ودولية، بالإضافة إلى ما يزيد على 150 ألف زائر من تركيا و7246 مشاركًا من خارج تركيا.
الجلسة الأولى تناقش أمن وسلامة المعلومات.. المشاركون:
تأسيس هيئة إسلامية لمكافحة القرصنة الإلكترونية
دعا المشاركون في المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتقدمة إلى إنشاء هيئة أو مؤسسة إسلامية في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات لمكافحة أنشطة القرصنة الإلكترونية.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت أمس بعنوان "التعاون القطري التركي في مجال الأمن السيبراني والوطني"، ونوه المشاركون فيها بأهمية التعاون المشترك واستخدام الأفكار التكنولوجية الحديثة للحد من الجرائم الإلكترونية.
قطر تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية لمواجهة الهجمات الإلكترونية
وأكد المشاركون في الندوة على أهمية التعاون المشترك واستخدام الأفكار التكنولوجية الحديثة للحد من الجرائم الإلكترونية، ودعوا إلى إنشاء هيئة أو مؤسسة إسلامية قي مجال أمن تكنولوجيا المعلومات، تتخصص في مكافحة أنشطة القرصنة الإلكترونية، بالإضافة إلى تبادل المعلومات، مشيرين إلى أن التطور الاقتصادي والاجتماعي للدول لا يمكن أن يتحقق دون التقدم في أنظمة الأمن المختلفة وخاصة أمن المعلومات.
ونوه المشاركون بالتقدّم الذي سجلته قطر في مجال تكنولوجيا أمن المعلومات، مشيرين إلى أن قطر تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية للتغلب على الهجمات الإلكترونية.
وأشاروا إلى أن التكنولوجيا الحديثة لها دور مهم في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة القرصنة، وشدّدوا على أهمية زيادة التوعية المجتمعية حول كيفية التعامل مع الأحداث الطارئة وأزمات قد تنتج عن عمليات قرصته أو اختراق لأحد الأنظمة المتعلقة بنواحي الحياة المختلفة، والتي قد تؤدي إلى نوع من الارتباك للمواطنين.
وأشاروا إلى أن هناك الكثير من الجهات والمؤسسات الدولية والحكومية تعمل على اختراق النظام الأمني العالمي، وذلك من خلال تطوير أنظمة وبرامج معيّنة بهدف اختراق الأجهزة الأمنية والحسابات الخاصة بالشركات الكبرى والبنوك للحصول على معلومات لاستفادة منها أو تهديد الآخرين بها.
غزوان مصري:أمن المعلومات عنصر أساسي في نجاح المؤسسات
قال السيد غزوان مصري ممثل رئاسة جمعيّة رجال الأعمال والصناعيين المستقلّين (الموصياد) :ان ندوة الأمن والسلامة للمؤسسات والمعلومات التي عقدت أمس تعد من الندوات المهمة لأنها تتعلق بتأمين المؤسسات والشركات كبرى، مشيرًا إلى أن أمن المعلومات هو العنصر الأساسي في نجاح أي منظومة، فإن لم يتم تأمين تلك المنشآت من الهجمات الإلكترونية لا يمكن أن تستمر في عملها على الأقل بالشكل المرجو منه.
وأوضح أن الأجهزة الحديثة والمعدّات التكنولوجية المتقدمة هي عبارة عن أجهزة ميكانيكية يمكن تعديلها أو تحسين عملها، لكن أنظمة وأمن المعلومات من أهم ما تحتاجه كل مؤسسات الدولة، ذكر ممثل رئاسة (الموصياد) أن هناك اتفاقية تعاون مشتركة بين قطر وتركيا في مجال أمن المعلومات، وهناك اتفاقية أمنية عسكرية بين الدولتين، مشيرًا إلى أن ما تطرّق أليه المشاركون في ندوة أمس حول إيجاد مؤسسة إسلامية للتعاون في مجال أمن المعلومات يعد فكرة متميزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!