ترك برس
قال الكاتب والباحث السوري عمر كوش، إن تركيا طرف في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، ويخولها ذلك حق نشر قواتها في العراق لمحاربته من دون الحصول على موافقة حكومة بغداد، لذلك وضعت القيادة التركية الخطة "ب".
وفي مقال له بموقع الجزيرة، أشار كوش إلى أن تركيا تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2249 عام 2015، بوصفها إحدى الدول المتضررة من هجمات تنظيم الدولة الذي استهدف مدنها وحدودها الجنوبية خلال العامين الماضيين.
إضافة إلى أن اتفاقية أنقرة 1926 ومعاهدة لوزان 1923، تعطيان الحق لتركيا في تأمين حدودها بالتدخل العسكري في العراق أو سوريا، لذلك وضعت القيادة التركية الخطة "ب" التي يسميها الكاتب التركي عبد القادر سلفي "صيغة البشمركة".
وأوضح كوش أن هذه الخطة تتضمن عملية مشتركة ما بين القوات التركية وقوات البشمركة بناء على دعوة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني للمساندة وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وفي حال عدم حصول ذلك ستلجأ تركيا إلى الخطة (ج).
وتقوم الخطة "ج" - بحسب كوش - على مبدأ مشابه لعملية درع الفرات في شمال سوريا، من خلال توجيه قوات الحشد الوطني، أو ما يعرف بقوة "حراس نينوى" التي يقودها أثيل النجيفي، دعوة لتركيا من أجل دعمها للتوجه نحو مدينة الموصل.
كما أشار إلى أهمية الإعداد والتخطيط لما بعد معركة الموصل، خاصة في ظل التنافس المحلي والإقليمي على المدينة، الذي قد يحول المعركة إلى نكسة إستراتيجية، من خلال نشوب سلسلة من الحروب التي ستدمر الموصل وما حولها. لذلك تخشى تركيا من تكرار ما حدث في الفلوجة والرمادي وتكريت وجرف الصخر وغيرها في الموصل، فما سمي بـ"التحرير" ألحق الدمار بهذه المدن وشرد سكانها.
وماتزال أحداث الفلوجة ماثلة في أذهان أهل الموصل وغيرهم، حين طوقت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية هذه المدينة ثم دخلتها، بالرغم عن كل ما قيل عن اقتصار دورها على البقاء خارج المدينة، وقامت بارتكاب جرائم وفظاعات بحق سكانها المدنيين الفارين من القصف تفوق كثيرا ما ارتكبه تنظيم الدولة بحقهم.
وحتى الآن لم يعد إلى مدينة الفلوجة إلا ما يقارب الخمسمائة شخص من سكانها، الذين كان يزيد عددهم عن الثلاثمائة ألف شخص قبل "التحرير"، لذلك فتخوف تركيا من تكرار ذلك في الموصل له وجاهة، خاصة وأن لا أحد من حكومة بغداد أو من التحالف الدولي يستطيع منع ميليشيات الحشد الشعبي من تكراره في الموصل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!