ترك برس
تناول تقرير في مجلة "إيكونوميست" البريطانية تبادل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وقف منح تأشيرات الدخول لرعايا كل منهما على خلفية اعتقال السلطات التركية موظف بالقنصلية الأمريكية في إسطنبول في إطار تحقيقات المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وقالت المجلة إنه وبعد أسبوعين فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن العلاقات مع تركيا أفضل من أي وقت مضى، انحدرت هذه العلاقات خلال اليومين الماضيين إلى أدنى مستوى لها خلال أربعة عقود، بحسب شبكة "الجزيرة".
ولخصت المجلة البريطانية أسباب تدهور العلاقات في اعتقاد تركيا بأن لواشنطن يدا في محاولة الانقلاب الفاشلة، وتسليح الولايات المتحدة مليشيا كردية في سوريا المجاورة التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية".
كذلك ما تزعمه واشنطن من أن تركيا كانت تغض الطرف عن أنشطة لـ تنظيم الدولة وحركات "إسلامية أخرى" على جانبها من الحدود حتى عام 2015، بالإضافة إلى اعتماد تركيا المتزايد على روسيا فيما يتصل باحتياجاتها الأمنية.
وتعتقد واشنطن أن اعتقال تركيا الموظف التركي بالقنصلية الأمريكية واعتقالات أخرى سابقة بنفس التهمة يهدف إلى الضغط على القضاء الأمريكي من أجل تسليم زعيم الكيان الموازي "فتح الله غولن" المسؤول الأول عن الانقلاب الفاشل. وتقول المجلة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يحاول نفي هذا الاعتقاد.
وأوردت بعض ما ترتب على تبادل منع تأشيرات الدخول على الاقتصاد التركي مثل انخفاض الليرة بنسبة 6.6% أمام الدولار الأميركيأ واصفة ذلك بأنه أكبر انخفاض منذ محاولة الانقلاب العام الماضي، وانخفاض قيمة أسهم الخطوط الجوية التركية بنسبة 8%.
وذكرت أن "أغلب المحللين" يقولون إنه من مصلحة البلدين منع المزيد من التدهور في العلاقات بينهما، معلقة بأن هذا السيناريو هو الأكثر احتمالا "لكن ومع وجود الرئيسين المندفعين أردوغان وترامب وسيطرتهما على القرار لا أحد يمكنه تأكيد أي شيء".
ومساء يوم الأحد الماضي، أعلنت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة، تعليق جميع خدمات التأشيرات في مقرها والقنصليات الأمريكية في تركيا "باستثناء المهاجرين".
وعلى الفور ردت السفارة التركية في واشنطن، على الخطوة الأمريكية بإجراء مماثل يتمثل في تعليق إجراءات منح التأشيرات للمواطنين الأمريكيين في مقرها وجميع القنصليات التركية بالولايات المتحدة.
وتأتي هذه التطورات، بعد أيام من صدور حكم قضائي تركي بحبس "متين طوبوز" الموظف في القنصلية الأمريكية العامة في إسطنبول، بتهم مختلفة بينها التجسس.
ويوم الجمعة الماضي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن هناك أدلة خطيرة ضد موظف القنصلية الأمريكية. وأشار خلال حوار مع قناة "فرانس 24" إلى أنه "في حال ثبوت ارتكاب (المتهم) لأية جريمة، من بين التهم التي يدور حولها التحقيق، فإن العمل هنا أو هناك (في إشارة إلى القنصلية) لا يعطي الحصانة لأحد".
وخلال التحقيقات، تبيّن للنيابة العامة ارتباط "طوبوز" بالمدعي العام السابق الفار "زكريا أوز"؛ ومدراء شرطة سابقين، يشتبه بانتمائهم لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، وبتورطهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة، في 15 يوليو/ تموز 2016.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!