ترك برس
قالت صحيفة كوميرسانت الروسية إن موسكو اضطرت إلى التخلي عن دعم ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، في سوريا، على الرغم من التكاليف السياسية الباهظة لهذه الخطوة.
جاء ذلك في مقال تحليلي نشرته الصحيفة الروسية حول "المنطقة العازلة التي تفرضها تركيا بقوة السلاح في شمال سوريا"، وفق ما أوردت وكالة "روسيا اليوم".
وأشار المقال إلى أن "الصراع على المناطق المهمة استراتيجياً في شمال سوريا، التي يسكنها الأكراد، دخل مرحلة مفصلية".
وأورد المقال قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا ستقاتل في سوريا إلى أن تقوم بتصفية الممر الإرهابي الذي يمر عبر منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي.
وفي الصدد، قال هيو مايلز، رئيس تحرير موقع "Arab Digest" الإقليمي في القاهرة: "تحتاج أنقرة إلى ضمانات بأن المناطق الكردية في سوريا والعراق لن تكون على تماس مع الأراضي التركية، التي يسكنها الأكراد أيضًا".
وأضاف مايلز أن "في عفرين، تم حل هذه المشكلة عن طريق إنشاء منطقة عازلة. لكن في منبج، حيث تتمركز القوات الأمريكية، فإن الوضع أكثر تعقيدًا. مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على منح أنقرة حرية التحرك تبقى معلقة".
من جهته، رأى مراد يشيل طاش، مدير القضايا الأمنية في وقف الأبحاث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية (سيتا) بأنقرة، "يجب ألا يكون هناك صراع عسكري بين الولايات المتحدة وتركيا في منبج".
وتابع الخبير التركي: "الولايات المتحدة لا تريد خسارة تركيا. إدارة ترامب، تدرك أن روسيا يمكنها الاستفادة من الوضع في محاولة لتغيير توجه تركيا الاستراتيجي لصالحها".
وأضاف: "تنتظر تركيا الاقتراح الأمريكي بشأن منبج، وإذا ثبت أنه مقبول بالنسبة لها، فلن تقوم بأي عمليات عسكرية هناك".
الصحيفة الروسية، قالت في مقالها: كان قد تم إعلان أن الوضع حول منبج سيكون الموضوع الرئيس للمحادثات التي سيجريها في واشنطن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
وكان من المقرر عقدها في 19 مارس/آذار الجاري لكن استقالة تيلرسون المفاجئة أجبرت الوزير التركي على إلغاء الزيارة إلى الولايات المتحدة، ما تسبب في توقف للحوار بين الطرفين.
وتابعت: "بدورها، وبسبب عدم وجود نفوذ حقيقي للحد من طموحات أنقرة، اضطرت موسكو أيضًا إلى التخلي عن دعم الأكراد، على الرغم من التكاليف السياسية الباهظة لهذه الخطوة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!