ترك برس
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية مقالا لمعلقها السياسي، فلاديمير موخين، تناول فيه مفاوضات توريد منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس 400 إلى تركيا، وهل هي صفقة إعلامية روسية تركية لرصد ردود الأفعال،أم أنها صفقة حقيقية دخلت مراحلها النهائية.
ويشير موخين في بداية مقاله إلى تأكيد سفير تركيا لدى روسيا حسين ديريوز، أن "عضوية الناتو لا تعوق تركيا عن انتهاج سياسة خارجية متعددة الاتجاهات، بما في ذلك توريد منظومات "إس-400" الصاروخية".
وأكد وزير الدفاع الأمريكي ،جيمس ماتيس، ذلك حين قال إن الولايات المتحدة لن تعرقل خطوة أنقرة. وفي محضر رده عن سؤال بهذا الخصوص، قال: "هذا قرار سيادي، وهذا كل شيء". لكنه أضاف أن عمل منظومات "إس-400" لا يتطابق عملانيا مع المعدات العسكرية للناتو الذي تعدُّ تركيا أحد اعضائه، وأضاف: "تكمن المشكلة في كيفية ضمان عملها مع منظومات الناتو، لأنهما لن تعملا معا أبدا".
ويشاطر ماتيس هذا الشك خبراء من روسيا. فمدير مركز تحليل الاستراتيجية الظرفية، إيفان كونوفالوف، الذي يرى أن هذه الصفقة "ما تزال لعبة سياسية، لكن استبعادها غير ممكن في الظروف الحالية، إذا أخذنا في الحسبان سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان".
أما الخبير العسكري ألكسندر بريجنيف، فيعتقد أن الإعلان عن الصفقة هو "عملية إعلامية روسية-تركية" هدفها رصد ردود أفعال دول الجوار، واستعراض قدرة روسيا على التعاون مع دول الناتو في المجال العسكري–التقني.
ويرد المعلق السياسي للصحيفة على ذلك الادعاء بأنه لا يمكن تجاهل التصريحات الرسمية التي يطلقها مسؤولون روس وأتراك بشأن هذه الصفقة. فقد أعلن مساعد الرئيس بوتين لشؤون التعاون العسكري–التقني، فلاديمير كوجين، رسميا في نهاية يونيو الماضي أن الصفقة اتفق عليها، لكنه أضاف أن "مسألة القرض لم تحل بعد".
أما وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف، فقال إن "الحديث لا يدور عن القرض، لأن تركيا تملك الأموال اللازمة لذلك".
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشيق في مطلع الشهر الجاري إن بلاده بحاجة إلى منظومة دفاع جوي موثوقة، و"نحن سنتمكن من تلبية حاجاتنا في هذا المجال بشراء "إس-400" من روسيا. كما نخطط لتصميم وإنتاج منظومة دفاع جوي تركية بالتعاون مع فرنسا وإيطاليا".
أما الخبير العسكري الجنرال، يوري نيتكاتشيف، فيقول إن هناك عدة أسباب تشير إلى احتمال شراء تركيا هذه المنظومة الصاروخية. أولا، تسعى تركيا منذ زمن لتحسين منظومات دفاعها الجوي، حتى أنها حاولت قبل عشر سنوات شراء منظومات صينية متوسطة المدى، بيد أن الصفقة لم تتم بسبب عدم جودتها. أما منظومات "إس-400"، فهي مثالية لتركيا لقدرتها على إسقاط الصواريخ البالستية أيضا".
ثانيا، لن تورد الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى إلى تركيا منظومات دفاع جوي عصرية بسبب مشكلتي قبرص والأكراد في جنوب البلاد. وإذا أرادت دول أوروبية مساعدة أنقرة على إنتاج هذه المنظومات، فهذا يحتاج إلى فترة زمنية طويلة وكلفة عالية.
وثالثا، أن ما قاله ماتيس عن عدم إمكان عمل هذه المنظومة مع منظومات الناتو هو هراء، لأن اليونان تملك منظومات "إس-300" وهي عضو في الناتو أيضا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!