
ترك برس
تسعى تركيا بشكل متزايد إلى إعادة تحديد علاقاتها مع القارة الأوروبية في سياق التحديات الجيوسياسية الجديدة، وبينما تواصل أوروبا البحث عن سبل لتعزيز أمنها، تجد تركيا نفسها في موقع استراتيجي يمكنها من لعب دور مهم في إعادة تشكيل هيكل الأمن الإقليمي.
وفي مقال بصحيفة "فزغلياد" الروسية، حول بحث تركيا عن دور جديد مع أوروبا، أشار الكاتب يفغيني كروتيكوف، إلى تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، بشأن ضرورة استجابة أوروبا لرغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في تقليص مساهمة واشنطن في ضمان الأمن الأوروبي. وفق موقع روسيا اليوم.
وقال فيدان إن تصرفات ترمب "تعد بمثابة جرس إنذار لنا جميعا، يعني أننا بحاجة إلى الاتحاد وإنشاء مركز قوة خاصًا بنا". وأضاف فيدان أن تركيا مستعدة لأن تصبح جزءا من البنية الأمنية الأوروبية الجديدة في حال انهيار حلف شمال الأطلسي.لكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا حتى تشكل الدول الأوروبية قوة مشتركة، وتركيا لا تملك الوقت.. وعلى الرغم من استعراض الوحدة في كافة القمم، فقد بدأت بالفعل المنافسة داخل الاتحاد الأوروبي على زعامة المشروع العسكري الأوروبي الجديد. فرنسا ماكرون تتقدم السباق حاليا، لكن ماكرون لن يكون رئيسا بعد عامين. وفقا للكاتب الروسي.
وأضاف كروتيكوف: "بريطانيا لديها جيش غير فعّال تقريبا، وأسلحة نووية غير فعّالة من دون الولايات المتحدة، وتفتقر تمامًا إلى آفاق القيادة. تظل هناك ألمانيا، التي تعاني العديد من المشاكل الداخلية، والأهم من ذلك، أن كثيرين في أوروبا تاريخيًّا غير مستعدين لرؤية ألمانيا كزعيمة لأي شيء عسكري (وخاصة بولندا). وهذا يعني أنه لا توجد حتى الآن احتمالات حقيقية لإنشاء "مركز قوة" في أوروبا".
وتابع: "ينبغي لتركيا ألا تتطلع إلى أوروبا، إنما إلى موسكو- عاصمة إحدى الدول القليلة في أوراسيا القادرة على ضمان أمنها وأمن حلفائها بشكل مستقل تمامًا".
وأردف: "إن التقارب مع موسكو كان ظرفيًّا، وإذا تحدّثنا عن تحالفٍ ما وثيقٍ مع روسيا كقوة نووية، فسوف يتعين على تركيا أن تتخلى، بالأفعال وليس بالأقوال، عن العديد من المشاريع الطموحة في القوقاز والبلقان وليبيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!