ترك برس
رأى المستشار السياسي والباحث في العلاقات الدولية "علي باكير"، أنّ كسر المعارضة السورية للحصار على حلب وإلحاق الهزيمة بقوات النظام والمليشيات الموالية به في هذا التوقيت بالتحديد سيرفع من أسهم تركيا والسعودية في أي حوار مع روسيا.
وأشار باكير، في مقال له بصحيفة "عربي21"، أنّ الجانب التركي يأمل في أن يقنع موسكو بالتخلي عن الأسد مقابل تفعيل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب معها، والرياض تأمل كذلك في أن تقنع موسكو الأسد بالتوقف عن القصف وإطلاق عملية الانتقال السياسي.
واعتبر الباحث أنّ الأجندة التركية والسعودية في سوريا لا تزال متناقضة مع تلك التي تحملها موسكو، لكن الطرفين يئسا تماما من الدور الأمريكي، وعلى ما يبدو فإن تصورهما هو أنه إذا كانت واشنطن تعقد الصفقات مباشرة مع موسكو؛ فلا يضرنا أن نحاول أيضا مع موسكو مباشرة دون المرور بإدارة أوباما.
وقال باكير إن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها محاولة تعديل توجه موسكو؛ تكمن في إغراقها في سوريا ورفع عدد الإصابات في عديدها وعتادها، أمّا المراهنة على عامل الثقة أو حسن النيّة، فلا يمكن له أن ينجح في معادلة من هذا النوع.
وأضاف باكير أنّه "ما لم يكن هناك من آلية ردع وعقاب للنظام السوري، وليس آلية حوار أو مخاطبة أو تواصل، فإنه لن يستجيب على الإطلاق، ومن يعتقد بعكس ذلك فسيخسر الرهان على موسكو كما خسر في الجولات السابقة".
وأوضح أن روسيا لم تحقق منذ التدخل العسكري المباشر لها في سوريا قبل حوالي عام من اليوم وحتى الآن؛ أي من اهدافها الاستراتيجية المعلنة، إذ لم يتم القضاء على الإرهاب، ولا تزال عملية الانتقال السياسي متعثّرة، ولم تنجح موسكو أيضاً في إعادة بسط سيطرة الأسد على البلاد.
هذا التدخّل العبثي الذي تمّ بتحريض ومباركة من إدارة الرئيس اوباما؛ لم يؤدّ إلاّ إلى مزيد من الدمار والقتل، وتعزيز ظروف وعوامل التطرّف، وتهيئة الارضية لتفكيك الدولة السورية على أساس قومي وطائفي.
وأردف الباحث أنه "منذ أن تمّ التدخل العسكري الروسي في سوريا، لم تتراجع موسكو قيد أنملة عن طريقة تشخصيها للوضع هناك، وعن كيفية التعامل معه، وقد شكّل ذلك عاملا إضافيا في تعقيد الأزمة، نجم عنه تراجعات أمريكية مهولة في سياسة لطالما اشتهرت بها إدارة أوباما أمام خصومها، ولطالما عرف عنها أنّها لا تؤدّي إلا إلى تصلّب الخصم وزيادة مكاسبه وخسارة حلفاء الولايات المتّحدة الأمريكية في المنطقة، وهذا ما حصل بالضبط خلال كل تلك المدّة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!