الأناضول
يصل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم الإثنين، العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية الثانية من نوعها خلال عام، والتي تأتي تلبية لدعوة وجهها له الرئيس، رجب طيب أردوغان.
ومن المقرر أن يجري الصباح خلال الزيارة التي تستمر 3 أيام مباحثات مع الرئيس أردوغان تتناول العلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك، والقضايا الإقليمية والدولية.
وتعد القمة المرتقبة بين زعيمي البلدين خطوة جديدة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الجانبين، لا سيما بعد أن شهدت تلك العلاقات في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في مختلف المجالات حتى أصبحت نموذجا يحتذى به دوليا.
وسبق أن وصف أردوغان (في تصريح سابق)والمكتب الإعلامي للرئاسة التركية ( في بيان أمس)، العلاقات مع الكويت بـ"الممتازة".
وتكتسب زيارة أمير الكويت والقمة المزمعة خلالها، أهمية خاصة لأكثر من سبب، أولها أنها القمة الأولى بين الزعيمين خلال 2017. كما تعد رابع قمة تركية خليجية خلال 5 أسابيع، بعد القمم التي جمعت أردوغان بقادة البحرين والسعودية وقطر خلال جولته الخليجية من 12 إلى 15 فبرير/ شباط الماضي.
ويعد اللقاء المرتقب اليوم هو الثالث الذي يجمع الرئيس التركي وأمير الكويت خلال عامين، بعد الزيارة التي قام بها الصباح في أبريل/ نيسان الماضي للمشاركة في قمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، والزيارة التي قام بها أردوغان للكويت إبريل/ نيسان 2015.
وتعكس تلك القمم والزيارات المتبادلة ، الحرص الذي يبديه الجانبان على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود، كما تعد أحد مظاهر قوة العلاقات بينهما، وتسهم في الوقت ذاته بدعم وتعزيز العلاقات المستقبلية.
وتقديرا لتلك الزيارة وأهميتها واحتفاءًا بضيف البلاد، قال المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية التركية أمس، إن أردوغان سيُقلّد ضيفه "وسام الدولة"، خلال الزيارة المقرر استمرارها لغاية الأربعاء المقبل، وهو أرفع وسام في البلاد.
وبحسب البيان ذاته، فإنه من المتوقع أن يتخلل الزيارة، توقيع اتفاقيات تعاون ثنائية في مجالات مختلفة بين الجانبين، ومباحثات حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية.
وأضاف: "ستُساهم هذه الزيارة بتطوير التعاون بشكل أكبر على صعيد علاقاتنا الممتازة في الوقت الراهن مع الكويت من جهة، ومجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى".
في التقرير التالي تستعرض "الأناضول" إطار العلاقات المتنامية بين البلدين وأبرز مظاهر قوتها: *** تركيا والكويت.. 3 لقاءات في عامين 3 لقاءات جمعت الرئيس التركي وأمير الكويت خلال العامين الماضيين، من بينها القمة المرتقبة اليوم، ولقاء أمير الكويت مع الرئيس التركي في مدينة إسطنبول في 14 إبريل/ نيسان 2016، وذلك على هامش قمة التعاون الإسلامي.
فيما كان اللقاء الأول والأهم خلال العامين الماضين، خلال الزيارة التي قام بها أردوغان للكويت، في 28 أبريل/ نيسان 2015، وأجرى خلالها قمة مع أمير الكويت، تركزت حول تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، فضلًا عن بحث ملفات إقليمية مثل اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، والقضية الفلسطينية.
وأشار الرئيس التركي خلال اللقاء مع رجال الأعمال الأتراك والكويتيين في إطار زيارته الرسمية إلى الكويت، إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين، في مستوى ممتاز، ويرغبون في رفع العلاقات الاقتصادية إلى نفس المستوى.
ودعا أردوغان رجال الأعمال الكويتيين إلى الاستفادة أكثر من الإمكانات الاستثمارية المربحة في تركيا، معتبراً أن الكويت هي نافذة بلاده الاقتصادية إلى الخليج، وأن تركيا هي نافذة الكويت إلى أوروبا، وإلى آسيا الوسطى. ** علاقات اقتصادية متنامية .. وشراكة في النهضة ودفعا لأهداف قمة 2015 ولقاء 2016، وترجمة لتوجيهات ودعات الرئيس التركي، قام لطفي ألوان وزير التنمية التركي ، بزيارة الكويت سبتمبر/ أيلول الماضي، للمضي قدما لتعزيز علاقات البلدين .
وبيّن ألوان خلال الزيارة أن شركات المقاولات التركية قامت لغاية الآن بإنجاز أعمال في الكويت بلغت قيمتها 6.3 مليارات دولار.
وأعرب عن شكره لحكومة الكويت لحصول شركة "ليماك" التركية على صفقة إنشاء مشروع مبنى جديد لمطار الكويت الدولي. ونجح تحالف تحالف ليماك التركية والخرافي ناشيونال، بالفوز بمناقصة إنشاء وإنجاز وتأثيث وصيانة مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي، أغسطس/ آب 2015، بقيمة إجمالية تبلغ 4.33 مليارات دولار، ويعد هذا أكبر عقد فاز به مقاولون أتراك في حزمة واحدة بالخارج.
وبين ألوان أنّ الكويت تعتزم خلال الأعوام الخمسة القادمة إنشاء مشاريع ضخمة بقيمة 150 مليار دولار أمريكي، مشيراً أنه ينتظر تقديم الدعم اللازم من أجل حصول الشركات التركية على حصص أكبر في تنفيذ البنية التحتية والفوقية الخاصة بهذه المشاريع.
أيضا في إطار الشراكة في النهضة ورغبة في تطوير العلاقات بشكل مثالي تقديرا للشركات التركية بأهمية المسؤولية الملقاة على عاتقهم، كشف نهاد أوزدمير رئيس مجلس إدارة شركة ليماك التركية في تصريح له فبراير/شباط الماضي، إنّ شركته تهدف لإتمام مشروع إنشاء مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولية خلال 4 أعوام، بدل المتفق عليه سابقاً (6 سنوات).
وتابع أوزدمير قائلاً: "نعلم بأنّ هذا المطار بمثابة حلم لكل الكويتيين، وإنّ المدة المحددة في الاتفاقية (6 سنوات) طويلة جداً، لذا علينا أن نبذل مزيداً من الجهود، وننهي المشروع خلال 4.5 سنوات".
*** استثمارات كويتية متنامية وتنشط الهيئة العامة للاستثمار الكويتية (حكومية) بقوة في مجال العقارات ومراكز التسوق والقطاع المصرفي والاستثمار في البورصة التركية ومجالات النقل الجوي.
وبحسب الإحصاءات الرسمية فقد بلغت قيمة الاستثمارات الكويتية في تركيا خلال عام 2015 خمسة مليارات دولار ويأتي القطاع العقاري في مقدمة قطاعات الاستثمار الكويتية في تركيا لاسيما بعد اقرار قانون التملك الحر المباشر لمواطني دول الخليج هناك.
بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا".
وأدى ذلك إلى إقبال كثيف من المستثمر الكويتي على شراء العقار التركي ليصبح اليوم واحدا من ضمن المستثمرين الخمسة الأوائل من حيث عدد العقارات المستملكة من الاجانب في تركيا.
وأظهرت بيانات إحصائية أن الكويتيين جاءوا في المرتبة الثالثة من حيث شراء الأجانب للعقارات في تركيا في يناير 2017. وعلاوة على ذلك للقطاع الخاص الكويتي مساهمات فعالة ومباشرة في السوق التركي حيث تنشط عشرات الشركات الكويتية في مختلف القطاعات لاسيما القطاع المصرفي وقطاع مبيعات التجزئة.
ويعد البنك الكويتي التركي الذي تأسس عام 1989 مثالا بارزا على نجاح التعاون الاقتصادي المصرفي بين البلدين والمساهمة في دعم الاقتصاد التركي فقد استطاع البنك الذي يمتلك بيت التمويل الكويتي نصيب الأسد فيه احتلال المركز الأول على مستوى البنوك الإسلامية في تركيا من حيث حجم الأصول.
وتستورد تركيا من الكويت المواد البلاستيكية والكيميائية بينما تعد المفروشات والمواد الغذائية والسجاد والمجوهرات والشاحنات والحديد الصلب اضافة الى المواد الانشائية والطبية من أهم الصادرات التركية الى البلاد.
وشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين قفزة نوعية فبعد أن كان يتراوح بين 600 و700 مليون دولار ارتفع في السنوات القليلة الماضية إلى ملياري دولار بحسب ما أعلنه اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي. بحسب "كونا".
وعلى الصعيد السياحي تعد تركيا إحدى أبرز الوجهات السياحية للكويتيين إذ ارتفعت أعدادهم لتتجاوز 70 ألفا في العام 2014 مقارنة مع 20 ألف سائح عام 2010. ***تقارب سياسي التطورات المتواصلة في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين يدعمها تقارب كبير في وجهات نظر البلدين تجاه مختلف القضايا.
على الصعيد السياسي، تدعم تركيا التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الكويت لدعم الشرعية في اليمن، وتتطابق وجهات نظرها مع دول الخليج، فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة في هذا البلد.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، تتلاقى أهداف البلدين في دعم الوضع الإنساني في سوريا، فسبق أن استضافت الكويت عدة مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا استجابة للاحتياجات الإنسانية الملّحة للاجئين جراء استمرار الازمة السورية، وتقوم تركيا بجهود رائدة في هذا المجال عبر استضافة الملايين من اللاجئين على أراضيها وتسيير قوافل إغاثية وإنسانية لصالح اللاجئين والنازحين.
وفي الشأن الإسلامي، تدعم تركيا التي تترأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي ودول الخليج، قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتأتي الكويت على رأس الدول التي دعمت الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وبعث أمير الكويت ببرقية إلى الرئيس أردوغان هنأه فيها "بنجاح الشرعية والانتصار للديمقراطية وإرادة الشعب التركي الصديق بالمحافظة على مكتسباته الدستورية والتي مكنت الشعب التركي من تجنب معاناة ومآس كثيرة وحقن دماء الأبرياء".
أيضا صبّ الاجتماع الوزاري الخليجي التركي الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة السعودية الرياض في 13 أكتوبر/تشرين أول الماضي، في دعم العلاقات بين البلدين، لاسيما في ضوء ما صدر في بيانه المشترك.
واعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي – ومن بينها الكويت، منظمة "فتح الله غولن"، الضالعة في محاولة الانقلاب الفاشلة "إرهابية".
وأوضح البيان الصادر عن الاجتماع أنه "تم تكليف الأمانة العامة لمجلس التعاون بإعداد تصور عن تطوير التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون وتركيا في جميع المجالات، بما في ذلك مفاوضات التجارة الحرة".
كذلك اتفق الوزراء على عقد الاجتماع الثالث لفريق عمل التجارة والاستثمار خلال عام 2017، في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!