ترك برس
رأى الخبير والمحلل السياسي، فايز الفايز، أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع منع قيام الدولة الكردية، وأن الخشية هي أن الرفض التركي سيتسبب بحرب جديدة قد تندلع في شمال العراق وسوريا التي تنتظر تقسيما فيدراليا سيكون الأكراد جزءا منه.
وتسائل الفايز، في تقرير تحليلي بصحيفة الشرق الإلكترونية، عمّا إذا كان العرب سينتظرون اليوم الذي سيفقدون جزءا جديدا من بلادهم، وشعب رافقهم طويلا وكافح معهم، قبل أن يجد فرصته في التخلص من هذا الإرث المزعج.
وأضاف: "الأيام قادمة والدول الكبرى تلوذ بصمت الرضا، والعرب لا يزالون هائمين"، مشيرًا إلى أن الأرض العربية باتت مهيأة لأي شكل من أشكال التغيير ونهوض الدويلات والأنظمة الجديدة.
وقال إن كل ذلك ممكن في ظل التراجع المؤلم لدور النظام العربي برمته عما قامت عليه جامعة الدول العربية ومبادئها في المحافظة على الكيانات العربية القائمة آنذاك والناشئة والدفاع عنها، في نظام متفق عليه بإطار تنظيمي يداعب أحلام الأمة يتعلق بمصطلح اسمه الوطن العربي.
وتابع: "لكن ذلك الوطن بات أوطانا في مهب الريح بعد مائة عام من خروج الدولة العثمانية من بلادنا وقدوم الاستعمار والانتداب والاستيطان، ولكن يبقى خطر التشظي واقعا، في ظل الحروب الداخلية التي باتت فرصة لقيام الدولة الكردية إذا تركت".
وأكّد الخبير أن الأكراد أمة إسلامية أصيلة، بينهم عدد قليل من اليهود، وهم إثنية تتوزع ما بين العراق وشمال غرب إيران وشرق تركيا وشمال شرق سوريا على الأغلب، وكان حلمهم أن ينفصلوا عن الدول التي تقاسمتهم، ولكن قوة الإيمان بالدولة العربية منعتهم منذ بداية تقسيم الوطن العربي.
ولو أرادت الدولتان العظيمتان آنذاك بريطانيا وفرنسا، لقامت دولتهم بأي شكل، ولكن البلد الوحيد الذي حصلوا فيه على حكم شبه ذاتي كان العراق، وهذا ما جعل قادتهم السياسيين ينزعون إلى فكرة الانفصال، والتعاون الخارجي، وهذا ما شهدناه من علاقات قادة كردستان العراق مع إسرائيل التي أغرّت الجميع بتحقيق جمع شمل أهل الديانة والطائفة والإثنية في كيان سياسي مستقل.
اليوم ينتظر العراق قرار استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق عن بلده الأم، وهذا لم يكن وليد اللحظة، بل إن الرئيس الراحل صدام حسين واجهه بالقوات المسلحة، وكذلك فعلت إيران عندما قصفت مناطق السليمانية وأكراد إيران بالأسلحة المحرمة في منتصف الثمانينيات الماضية.
ورغم حصة الأكراد في النظام السياسي للعراق الجديد والذي حصلوا فيه على رئاسة الجمهورية ونظاما شبه مستقل في الإقليم وحصة كبيرة من النفط والتعاون الخارجي، فإن ذلك لم يمنعهم من السعي قدما إلى الانفصال، وهذا بلا شك لن يتوقف ضمن الحدود العراقية، بل سيفتح الباب لانضمام أكراد سوريا وتركيا أيضا إلى الدولة المنشودة.
واوضح الفايز أنه كان من الضروري الانتباه إلى مستقبل الوضع الكردي ضمن المحيط العربي منذ قيام الدولة العربية الحديثة، ودمج المكون الكردي في محيطه العربي على أسس سياسية وتنموية وديمقراطية أفضل مما كانت عليه بلادنا سابقا، فالحكم العسكري الشمولي بدد كل أمل في نهوض الأمة والشعوب، وهذا ما جعل الأكراد يفتحون باب التعاون مع أقرب دولة ناشئة، يرون فيها حلمهم وهي إسرائيل.
وأردف: "يخبرنا التاريخ أن أول أفواج الهجرة اليهودية إلى فلسطين كانت من اليهود الأكراد في العراق منتصف القرن التاسع عشر، وحتى ثلاثينيات القرن العشرين، وخلال السنوات التي وقع فيها العراق تحت الاحتلال الأمريكي 2003 وقبلها، كان التغلغل الإسرائيلي واضحا في كردستان العراق..
وخلال السنوات الماضية كانت ناقلات النفط العراقي الكردي تحط في ميناء حيفا، والتعاون السري أكبر من العلني، والصحافة الإسرائيلية تتحدث عن التشابه ما بين "الشعبين اليهودي والكردي"، وبقيت الدول العربية نائمة على مشاكلها الداخلية، فيما المياه تجري إلى مستقر بعيد".
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "لن نسمح بتأسيس دولة شمالي سوريا، لن نسمح للمنظمات الجاهلة بتأسيس دولة. فنحن ندعم وحدة التراب السوري، ولن نسمح بتقسيم سوريا"..
واعتبر الرئيس التركي أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلين أكراد داخل سوريا يضر بروح التضامن بين واشنطن وأنقرة، لكن العلاقات قد تشهد فتح صفحة جديدة في عهد الرئيس دونالد ترمب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!