ترك برس
أشار الخبير والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، إلى وجود بعض الأطراف المستاءة من التعاون بين تركيا والعراق في مجال مكافحة الإرهاب.
وتناول ياشا في تقرير له بصحيفة عربي21 المشكلات والاعتراضات التي يواجهها هذا التعاون، خاصة في سياق الجهود المشتركة لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وقال إن أنقرة شهدت الأسبوع الماضي، خلال زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عقد اجتماعين؛ الأول لمجموعة التخطيط المشتركة التركية العراقية، والثاني للآلية الأمنية التركية العراقية رفيعة المستوى.
وأوضح أنه قبيل زيارة الوزير العراقي والوفد المرافق له للعاصمة التركية، قامت بغداد بالتضييق على أنشطة حزب العمال الكردستاني، وأغلقت ثلاثة أحزاب سياسية مرتبطة بالمنظمة الإرهابية.
وتهدف هذه الزيارات والاجتماعات المكثفة إلى تعزيز العلاقات التركية العراقية الثنائية في مختلف المجالات، كما تهدف إلى القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني الذي يهدد البلدين. وفقا للكاتب.
وتابع التقرير:
وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أعلن الأحد، عبر حسابه في منصة "إكس"، تحييد أربعة إرهابيين تسللوا من العراق إلى الأراضي التركية باستخدام طائرات شراعية، ونشر مقطع فيديو يظهر مشاهد من العملية، مضيفا أن مسيرة "أكينجي" التابعة لقيادة القوات البرية رصدت انتهاك جسمين طائرين، وأن قوات الأمن التركية عثرت على أسلحة وذخائر ومعدات بحوزة الإرهابيين الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في تركيا.
هل كانت العملية الإرهابية التي تم إفشالها رسالة إلى تركيا والعراق تعبر عن انزعاج حزب العمال الكردستاني والداعمين له من التقارب بين أنقرة وبغداد؟ يجيب خبير السياسات الأمنية التركي البروفسور مسعود حقي جاشين، على هذا السؤال بـ"نعم"، ويقول إن المشتبه الأول في هذه العملية هو القيادة المركزية للولايات المتحدة "سينتكوم"، مضيفا أنه يرى أن سينتكوم هي التي قامت بتدريب عناصر حزب العمال الكردستاني على استخدام الطائرات الشراعية. ويذهب الخبير التركي إلى أن الولايات المتحدة مستاءة من مذكرة التفاهم التي وقعتها تركيا والعراق لمكافحة حزب العمال الكردستاني، وإنشاء مركز تنسيق أمني مشترك في بغداد، ومركز تدريب وتعاون مشترك في قاعدة بعشيقة التركية بشمالي العراق.
الولايات المتحدة تستثمر في حزب العمال الكردستاني منذ سنين، وتدعمه بالمال والسلاح والذخيرة والتدريب، تارة بشكل سري وأخرى بشكل علني. وتتدفق مساعداتها للمنظمة الإرهابية في سوريا، بدعوى مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وما زالت الطائرات والشاحنات تنقل المدرعات والأسلحة الأمريكية إلى حزب العمال الكردستاني عموما، وفرعه السوري على وجه الخصوص. وبالتالي، لا غرابة في استياء الولايات المتحدة من الخطوات التركية العراقية الهادفة إلى القضاء على الخطر الذي يشكله حزب العمال الكردستاني، لأن تلك الخطوات تستهدف في ذات الوقت خطط الولايات المتحدة وإحدى أهم أدواتها في المنطقة.
العقيد الأمريكي المتقاعد والمستشار السابق لوزارة الدفاع الأمريكية، دوغلاس ماكغريغور، في تعليقه على تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، قال إن الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي وبعض المنظمات الأخرى التي تعمل معها في سوريا، لمهاجمة تركيا. وحين طلب مراسل قناة سي إن إن التركية في واشنطن، يونس باكصوي، تعليقا على ما ورد في تصريحات العقيد الأمريكي المتقاعد، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الشخص المذكور غير مخول للحديث باسم الولايات المتحدة، وأضافت أن واشنطن تصنف حزب العمال الكردستاني ضمن التنظيمات الإرهابية.
تذكير وزارة الخارجية الأمريكية بأن حزب العمال الكردستاني مدرج في قائمة التنظيمات الإرهابية، لا يعني شيئا في ظل الدعم السخي الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى المنظمة الإرهابية وتعاون القوات الأمريكية معها في سوريا. كما أن ادعاء واشنطن بأن قوات سوريا الديمقراطية ليست تابعة لحزب العمال الكردستاني لا يصدقه أحد في تركيا. وإضافة إلى ذلك، لا يحتاج الأتراك إلى اعتراف عقيد أمريكي متقاعد لينظروا إلى تحركات الولايات المتحدة بعين الريبة، في ظل وجود مؤشرات أخرى تشير إلى أن القوات الأمريكية بدأت تحاصر تركيا.
الولايات المتحدة أقامت في مدينة "دده آغاتش/أليكساندروبولي"، الواقعة في شمال شرق اليونان على الساحل الشمالي لبحر إيجه، قاعدة عسكرية كبيرة تحت مظلة حلف شمال الأطلسي، وأرسلت إليها كمية كبيرة من الآليات العسكرية والأسلحة والذخائر، بما فيها الدبابات والمروحيات الهجومية. ويرى كثير من الخبراء العسكريين، مثل الأدميرال المتقاعد جهاد يايجي، أن هذا الحشد العسكري المتمركز في القاعدة القريبة من الحدود التركية يستهدف تركيا بالدرجة الأولى، حتى لو قالت الولايات المتحدة إنه موجه إلى روسيا، ويستدلون على ذلك بعدم استخدام القاعدة في دعم أوكرانيا ضد روسيا، كما يشيرون إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين ذكروا فيها بلغة التهديد أن القاعدة ستعزز القوة العسكرية اليونانية وأن تركيا يجب أن تأخذ ذلك في الحسبان.
المستاؤون من التعاون التركي العراقي في مكافحة الإرهاب كُثُر، على رأسهم حزب العمال الكردستاني، المستهدف الأول بهذا التعاون. كما أن هناك قوى إقليمية ودولية ترى المنظمة الإرهابية أداة في تنفيذ مخططاتها والضغط على تركيا وابتزازها، مثل إسرائيل وروسيا وإيران، إلا أنه مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة تحتل مكانة متميزة بين جميع الداعمين لحزب العمال الكردستاني ومستخدميه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!