ترك برس
رأى مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، دكتور نادر هاشمي، أن تداعيات السياسة الأمريكية في سوريا تجاوزت حدود هذا البلد العربي، معربًا عن اعتقاده بأن التوتر الراهن في العلاقات الأمريكية التركية يعود في جذوره إلى الأزمة السورية.
وخلال حديثه لوكالة الأناضول التركية للأنباء، اعتبر هاشمي، وهو مؤلف كتاب "سوريا المعضلة"، أن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هي "أكبر فشل لأوباما سيقض مضجعه طيلة الفترة المتبقية من حياته".
وأوضح هاشمي، أن رفض إدارة أوباما أخذ المسألة السورية بجدية، على أمل أن تتلاشى أو تحل نفسها بنفسها، أدى بشكل مباشر إلى ظهور (تنظيم) داعش، وانتشار الطائفية، وزعزعة الاستقرار في أجزاء من أوروبا، وحتى في الولايات المتحدة.
هذا "الخمول الأمريكي"، وفق هاشمي، "أثر في السنوات الأخيرة على الشرق الأوسط، وأثر على تركيا وعلى أوروبا، وأدى إلى نهوض الأحزاب اليمنية الشعبوية، وهو أمر مرتبط بشكل غير مباشر مع أزمة اللاجئين السوريين الناجمة عن هذا الصراع".
هاشمي أوضح أن "تركيز أوباما الضيق على التخلص من داعش في سوريا، جعله يشعر أن القوة العسكرية الوحيدة التي يمكن أن تساعده في هزيمة داعش هي ميليشيات ب ب ك السورية الكردية".
وانطلاقا من هذا "الإحساس"، أضاف هاشمي، "اتخذ أوباما قرارا بإرسال قوات خاصة لدعم ي ب ك، مما ولد خلافات مع تركيا، التي ترفض التهاون مع هذا الخيار، بسبب تأثير تلك المليشيات الكردية على الأمن القومي التركي، وهو ما خرب العلاقات بين أنقرة وواشنطن".
وبالنسبة له فإن هذا الموقف من أوباما "دفع حكومة (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) إلى التحالف مع روسيا، بمعزل عن الولايات المتحدة والناتو (حلف شمال الأطلنطي)؛ لأنها لم تر أي موقف قيادي من إدارة وباما؛ ما أدى إلى المصالحة (التركية) مع (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".
لكن هاشمي حذر من أن "غياب الدور الأمريكي في الشرق الأوسط سيجعل المنطقة بأكملها، والعالم بأجمعه، يدفع ثمنا باهظا، فهذا سيسمح لبوتين أن يكون القوة الخارجية الرئيسية التي تشكل السياسة في سوريا بالتحديد، وبشكل غير مباشر في المنطقة عامة".
بدوره، قال زميل مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط بجامعة برانديز في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، الدكتور حارث حسن، إن إدارة أوباما بذلت "ما يكفي" من جهد في القضية السورية، وإن كان هذا الجهد لم يفض إلى النتائج المرجوة، فمرد ذلك، وفق تقديره، أن "الأزمة السورية شديدة التعقيد ومتعددة الأطراف"، بحيث يصعب على واشنطن بمفردها إنهاء الصراع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!