ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، إن إيران تهدد إسرائيل منذ قيام "الثورة الخمينية"، وتتوعد الكيان الصهيوني بالإزالة من الخريطة، كما تهدد الولايات المتحدة وغيرها من الدول، معتبرًا أن المسؤولين الإيرانيين أجبن من أن يعلنوا حربًا على تركيا، في إشارة إلى تهديدات طهران الأخيرة ضد أنقرة.
جاء ذلك في مقال له بصحيفة العرب القطرية، بدأها بطرفة تقول إن جحا خرج ذات يوم من المسجد، ولم يجد حذاءه، فوقف يصرخ أمام المسجد، وبدأ يهدد الناس بصوت عالٍ، وقال: "أقسم بالله إن لم تحضروا لي حذائي فسوف أفعل كما فعل أبي. فتجمع الناس حوله مندهشين، وسألوه: "ماذا فعل أبوك؟"، فقال مهددا: "أحضروا لي حذائي أولا وإلا أفعل كما فعل أبي". فخاف الناس منه، وأحضروا له حذاء جديدا، ثم سألوه: "قل لنا ماذا فعل أبوك؟" وأجاب جحا قائلا: "ذهب إلى البيت حافيا".
وأضاف ياشا: "لما قرأت تهديد الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، تذكرت هذه الطرفة. وكان قاسمي، في رده على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، قال: إن لصبر إيران حدودا إزاء الاتهامات التركية، مضيفاً أن إيران لا ترغب بوجود تصريحات كهذه، وهي ستواصل صبرها على مثل هذه المهاترات..
ماذا قال تشاوش أوغلو كي يُغضب الإيرانيين؟ قال في كلمته بندوة "الأزمات القديمة والشرق الأوسط الجديد" على هامش المؤتمر الــ53 للأمن، الذي انعقد قبل عشرة أيام في مدينة ميونخ الألمانية، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الأمن والاستقرار، واتهم طهران بالسعي وراء نشر التشيع في سوريا والعراق.
وكان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ذكر قبل ذلك، في محاضرة ألقاها في المنامة خلال زيارته للعاصمة البحرينية، أن العنصرية الفارسية التي تستغل الطائفية تحاول تقسيم العراق وسوريا، في إشارة إلى سياسة إيران التخريبية في المنطقة، ودعا إلى التصدي لها.
ورأى ياشا أن ما قاله أردوغان في المنامة وما قاله تشاوش أوغلو في ميونخ، عين الحقيقة، لأن سياسة إيران التي توظِّف الطائفية بأبشع صورها، لتوسع نفوذها في المنطقة، واضحة كوضوح الشمس، ويعرفها القاصي والداني.
وما المشكلة في الإشارة إلى هذه الحقيقة التي تشعل النيران، وتثير الفتن الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، والتحذير منها؟ بل يمكن القول إن المسؤولين الأتراك تأخروا كثيرا في الصدح بكلمة الحق في وجه ملالي ولاية الفقيه.
وتابع الكاتب التركي: "إن كان لصبر إيران حدود، فهل تظن طهران أن صبر تركيا ودول المنطقة التي تعاني من أذى الملالي بلا حدود أو أنها عاجزة عن الرد على التهديد الإيراني؟ إن كان كذلك فهي واهمة".
وشدّد ياشا على أن إيران تهدد إسرائيل منذ قيام الثورة الخمينية، وتتوعد الكيان الصهيوني بالإزالة من الخريطة، كما تهدد الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وأشار إلى أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يوزعون التهديدات الفارغة يمينا وشمالا معروفة. ولذلك، لم يأت الناطق باسم الخارجية الإيرانية، حين هدد تركيا، بشيء جديد.
وأردف: "ثم ماذا ستفعل إيران إن انتهى صبرها؟ وما الذي لم تفعله حتى اليوم؟ هل ستحاول إثارة القلاقل والفوضى أم ستحرِّك خلاياها النائمة وميليشياتها الطائفية لتقوم بهجمات إرهابية؟ على ماذا تقدر غير ذلك؟ هل ستعلن حربا على تركيا؟".
واعتبر الكاتب التركي أن إيران "أجبن من أن تفعل شيئا كهذا وعلى قدر من الذكاء يكفيها لتدرك جيدا أن هناك خطوطا تجاوزها يعني نهايتها".
وختم مقاله بالقول: "في زمن جحا، خاف الناس من تهديده وأحضروا له حذاء جديدا، لأنهم لم يكونوا يعرفون ماذا فعل أبوه. ولكن تهديد الجحا الإيراني لا يخوِّفنا اليوم على الإطلاق، لأننا نعرفه، ونعرف ماذا فعل أبوه".
ومؤخرًا، انتقد وزير الخارجية الإيراني تصريحات المسؤولين الأتراك ضد بلاده، ووصف تركيا بأنها جارة ضعيفة وتنكر الجميل، وأن حكومة طهران تُشفق على نظيرتها في أنقرة.
وقال ظريف: "أنظروا إلى تركيا، فهي إلى أي مستوى وصلت؟ هذا في حين أننا نشفق على حكومة هذا البلد، ويبدو أن ذاكرة أصدقائنا ضعيفة، حيث يتّهمون الجمهورية الإسلامية بالطائفية وكأنهم تناسوا موقفنا في ليلة حدوث الانقلاب العسكري الأخير وكيف أننا بقينا نتابع الأوضاع حتى الصباح رغم أنها ليست حكومة شيعية. إن ذاكرتهم ضعيفة وينكرون الجميل الذي قدمه لهم من يؤازرهم ويتعامل معهم بمودة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!